ولما كان التقدير : فإ، ذلك كله لله، يهلكه كيف شاء متى شاء، عطف عليه ما هو أعم منه، فقال معلماً بأنه - مع كونه مالكاً مَلِكاً - له تمام التصرف :﴿والله﴾ أي الملك الأعلى الذي لا شريك له ﴿ملك السموات﴾ أي التي بها قيام الأرض ﴿والأرض وما بينهما﴾ أي ما بين النوعين وبين أفرادهما، بما به تمام أمرهما ؛ ثم استأنف قوله دليلاً على ما قبله ونتيجة له :﴿يخلق ما يشاء﴾ على أي كيفية أراد - كما تقدم أن له أن يعدم ما يشاء كذلك، فلا عجب في خلقه بشراً من أنثى فقط، لا بواسطة ذكر، حتى يكون سبباً في ضلال من ضل به، ولما دل ذلك على تمام القدرة على المذكور عم فقال :﴿والله﴾ أي ذو الجلال والإكرام ﴿على كل شيء﴾ أي من ذلك وغيره ﴿قدير *﴾ ولما عم سبحانه في ذكر فضائح بني إسرائيل تارة، وخص أخرى، عم بذكر طامة من طوامهم، حملهم عليها العجب والبطر بما أنعم الله به عليهم، فقال :﴿وقالت اليهود والنصارى﴾ أي كل طائفة قالت ذلك على حدتها خاصة لنفهسا دون الخلق أجمعين ﴿نحن أبناؤا الله﴾ أي بما هو ناظر إلينا به من جميع صفات الكمال ﴿وأحباؤه﴾ أي
٤٢٠


الصفحة التالية
Icon