ينبغي للمربوب، ولا ينبغي الجزم بامر يستقبل إلا الله ربنا لإحاطة علمه، والآية تدل على انه كان في الأزل عالماً بكل شيء من الكليات والجزئيات لأن " وسع " ماض، وقد تقدم في الأنعام أن قول الخليل عليه السلام وهذا وآية الكهف من مخبر واحد - والله أعلم ولما كان المراد من هذا ما ذكر، كان مزعجاً للقلوب مقلقاً للنفوس مزعزعاً للخواطر مزلزلاً للأفكار بتامل هذه الخطار المشفية على غالية الخسار، فكأن المؤمنين قالوا : ما العمل وأين المفر ؟ فقال :﴿على الله﴾ أى الذي له الأمر كلهولا أمر لأحد معه، وحده لا على غيره ﴿توكلنا﴾ أى فوضنا جميع امورنا إليه، وهو أكرم من ان يختار لنا غير الأرشد وقد تبرأنا من حولنا وقوتنا واعتصمنا بحوله وقوته، وجعلنا جميع امورنا كلها محمولة على قدرته كما يحمل الوكيل امر موكله عنه ويريحه من همه وقلقله منه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٦٨


الصفحة التالية
Icon