زوا بهذه العظمية، استحقوا النكال فسبب عن ذلك قوله :﴿فأرسلنا عليهم﴾ أي عذاباًلهم-لما يفهمه حرف الاستعلاء ﴿الطوفان﴾ أي الرعد والبرق والنار مع المطر والبرد الكُبار الذي يقتل البقر فما دونها، والظملة والريح الشديدة التي عمت أرضهم وطافت بها ؛ ولما كان ذلك ربما اخصبت به الأرض، أخبر أنه أرسل ما يفسد ذلك فقال :﴿والجراد﴾ ولما كان الجراد ربما طار وقد أبقى شيئاً، أخبر بما يستمر لأزقاً في الأرض حتى لا يدع بها شيئاً فقال :﴿والقمل﴾ قال في القاموس : القمل كالسكر : صغار الذر والبى الذي لا أجنحة له - وهوأصغر الجراد أو دواب صغار كالقردان يعني يعني القراد.
وقال البخاري في بني إسرائيل من صحيحه : القمل : الحمنان يشبه صغار الحلم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٩٠
ولما ربما كان عندهم شيء مخزوناً لم يصل إ'ليه ذلك، أخبر بما يسقط نفسه في الأكل فيفسده أو ينقصه فقال :﴿والضفادع﴾ فإنها عمت جميع أماكنهم، وكانت تتساقط في أطعمتهم، وربما وثبت إلى أفواهم حين يقتوحنها للأكل ولم تم ما يضر بالماكل، اتبعه ما أفسد المشرب فقال :﴿والدم﴾ فإن مياهم انقلبت كلها دماًمنتناً، وعم الدم الشجروالحجارة وجميع الأرض في حق القبط، وأما بنو إسرائيل فسالمون من جميع ذلك ولما ذكر تعالى هذه الآيات العظيمة، نبه على عظمتها بذكر جالها فقال :﴿آيات﴾ أي علامات على صدقة عظميات ﴿مفصلات﴾ أي يتبع بعضها بعضاًبعضاً، وبين كل واحدة واختها حين يختبرون فيه مع أن مغايرة كل واحدة لأختها في غاية الظهور، وكذا العلم بأنها من آيات الله التي لا يقدر عليها غيره.
٩٠


الصفحة التالية
Icon