ولما كان حاصل ما مضى أنه سبحانه أوجدهم وقوّاهم وخلق لهم ما يديم قواهم فأكلوا خيره وعبدوا غيره، أنتج قوله على وجه التاكيد :﴿قليلاً ما تشكرون﴾ أى لمن خوطبواب ﴿اتبعوا ما أنزل إليكم﴾ لأعراف : ٣] وما بينهما أورد مورد الاعتبار والاتعاظ بذكر ما آل إليه أمرهم في الدنيا وما يؤول إليه في الآخرة -انتهى ولما ذكر سبحانه ما منحهم به من التمكين، ذكّرهم ما كانو عليه قبل هذه المكنة من العدم تذكيراً بالنعم في سياق دال على البعث الذي فرغ من تقريره، وعلىما خص به اباهم آدم عليه السلام من التمكين في الجنة بالخلق والتصوير وإفاضة روح الحياة وروح العلم وامر أهل سماواته بالسجود له والغضب على من عاده وطرده عن محل
١٠


الصفحة التالية
Icon