وبهذا تلتئم هذه الاية مع قوله تعالى
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٩
﴿إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعواله ساجدين﴾ [ص : ٧١] فهذا خلق بالفعل، والذي في هذه السورة بإيداعه القوة المقربة منه، والمراد من الآية التذكير بالنعم استعطافاً إلى المؤالفة وتفظيغاً بحال المخالفة،
١٢
أيخسروا أنفسهم والحال أنا أنعمنا عليهم بنعمة التمكن بعد أن أشأناهم على الصورة المذكورة بعد أت كانوا عدماً واسجدنا ملائكتنا لأبيهم وطردنا من تكبر عليه طرداً لا طرد مثله وابعدناه عن محل قدسنا بعداً لا قرب معه، وأسكنا أباهم الجنة دارحمتنا وقربنا فقال تعال مترجماً عن ذلك :﴿ثم قلنا﴾ أي على ما لنا من الاختصاص بالعظمة ﴿للملائكة﴾ أي الموجودينفي ذلك الوقت من أهل السماوات والرض كلهم، بما دلت عليه " ال " سواء قلنا : إنها للاستغراق أو الجنس ﴿اسجدوالآدم﴾ أي بعد كونه رجلاً قائماً سوياً روح كما هو معروف من التسمية ؛ ثم سبب عن هذا الأمر قوله : لإخراجه ممن سجد أنه لم يسجد صرح به فقال :﴿لم يكن من الساجدين﴾ أي لآدم
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٩


الصفحة التالية
Icon