هدى} أي شيء موضح للمقاصد ﴿ورحمة﴾ أي سبب للإكرام ﴿للذين هم لربهم﴾ أي لا لغيره ﴿يرهبون*﴾ أي هم أهل لأن يخافون خوفاً عظيماً مقطعاً للقلوب موجباً للهرب ويستمرون على ذلك شرح ما في هذه الآيات مكن عند قوله ﴿سأوريكم دار الفاسقين﴾ من البدائع من التوراى - قال المترجم في السفر الخامس منها بعد أن بكتهم ببعض ما فعلوه مما أوجب لهم الغضب والعقوبة بالتيه وحثهم على لزوم أمر الله لينصرهم : واما الوصايا التي آمركم بها اليوم فاحفظوها واعلموا بها لتحيوا وتكثروا وترثوا الأرض التي اقسم الله لآبائكم فتذكروا كل الطريق الذي سيركم الله ربكم فيه، ودبركم منذ أربعين سنة في البرية ليواضعكم ويجربكم وليعلم ما في قلوبكم هل تحفظون وصاياه أوم لا، فواضعكم واجاعكم واطعمكم منّاً لم تعرفوا أنتم ولا آبائكم ليبين لكم انه ليس إنما يعيش الإنسان بالخبر فقط، بل إنما يعيش بما يخرج من فم الله، ولم تبل ثيابكم ولم تجف أقدامكم منذ الربعين سنة، احفظوا وصايا الله ربكم وسيروا في طرقة واتقوه، لأن الله ربكم هو الذي يدخلكم إلى الأرض المخصبة، أرض كثيرة الأدوية والينابيع والعيون التي تجري في الصحارى والجبال، أرض الحنطة والسعير، فيها الكروم والتبن والرمان والزيتون والدهن والعسل، أرض لايحتاجون فيها ولا تأكلون خبزكم بالفقر، ولا يعوزكم فيها شيء، أرض حجارتها حديدتستخرجون النحاس من جبالها، فاحتفظوا، لا تنسوا الله ربكم، واحفظوا وصاياه وشرائعه التي آمركم بها اليوم، لا تبطروا، فإذا اكلتم وشبعتم وبنيتم بيوتاً وسكنتموها وكثرغنمكم وبقركم وكثرت أموالكم فتعظم قلوبكم وتنسوا الله ربكم الذين أخرجكم من أرض مصر وانقذكم من العبودية ودبركم في البرية المرهوبة العظيمة حيث الحيات الحردات والعقارب وفي مواضع العطش وحيث لم يكن لكم ماء أخرج لكم من ماء الظران، واطعمكم منّا لم يعرفه آبائكم ليواضعكم ويجربكم ويحسن إليكم آخر ذلك، وانظروا، لا تقولوافي قلوبكم إنا


الصفحة التالية
Icon