في شقاوة أو سعادة فأعلم سبحانه أنه حكم له بالانتظار لكن لا على ما أراده ولا على أنه إجابة لهولكن هكذا سبق في الزل في حكمه في قديم علمه، وإليه يرشد التعبير بقوله :﴿قال إنك من المنظرين﴾ أى في الجملة، ومنعه من الحماية عن الموت بقوله كما ذكره في سورتين الحجر وص
١٣
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٢
ولما كان قد اقام نفسه في ذلك بغاية الجد، فهو يفعل فيه بالوسوسة بنفسه ومن أطاعه من شياطين الجن والإنس ما يفوت الحد ويعجز القوى، أشار إليه بحرف التراخي فقال مؤكداً ﴿ثم لآتينهم﴾ أي إتيناى لا بد لي منه كائناً ابتداؤه ﴿من خلفهم﴾ أى مغالفة، فيعملون ما هو فاسد في غاية الفساد ولا يشعرون لهم بشيء من فساده حين تعاصيه فأدلهم بذلك على تعاطي مثله وهم لا يشعرون ﴿وعن﴾ أي ومجاوزاً للجهة التي عن ﴿ايمانهم﴾ إليهم ﴿وعن﴾ ﴿شمائلهم﴾ إي مخايلة، فيغفلون وهو مشتبه عليهم، وهذه هي الجهات التي يمكن الإتيان منها ولعل فائدة " عن " المفهمة للمجاورة وصل خطى القدام والخلف ليكون إتيانه مستوعباً لجميع الجهة المحيطة، وافهمت الجهات الأربع قدحه وتلبيسيه فيما يعلومنه حق علمه وما يعلمون شيئاً منه وما هو مشتبه عليهم اشتباهاً قليلاً او كثيراً، وهم من ترك ذكره العلى أنه لا قدرة له على الإتيان من لئلا يلتبس امره بالملائكة، قد ذكر ذلك بعض الآثار كما ذكره في ترجمة ورقة بن نوفل رضى الله عنه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٥


الصفحة التالية
Icon