ويتبع جميع آثاره في بشارته ممن يأتي بعد غيرهم - هذا وأما الإنجيل فالبشارة فيه أكثر وقد تقدم كثير منها، وهي تكاد أن تكون صريحة في سورة النساء في قصة رفعه عليه السلام، مما فيه أيضاً ما في إنجيل متى وغيره وأغلب السياق له : كثيراً أولون يصيرون آخرون وآخرون يصيرون أولين، يشبه ملكوت السماوات إنساناً رب بيت حرج بالغداة يستأخر فعلة الكرمه فشارط الأكرة على دينار واحد في اليوم وأرسلهم إلى كرمه، ثم خرج في ثالث ساعة فأبصر آخرين قياماً في السوق بطالين، فقال لهم : امضوا أنتم إلى كرمي وأنا أعطيكم ما تستحقون، فمضوا خرج أيضاً في الساعة السادسة والتاسعة فصنع كذلك، وخرج في الحادية عشرة فوجد آخرين قياماً فقال لهم : ما قيامكم كل النهار بطالين ؟ فقالوا له : لم يستأجرنا أحد، فقال لهم : امضوا أنتم بسرعة إلى الكرم وانا اعطيكم ما تستحقون، فلما كان المساء قال رب الكرم لوكيله : ادع الفعلة وأعطهم الأخرة وابدأ بهم من الآخرين إلى الأولين، فجاء أصحاب الساعة الحادية عشرة فأخذوا دينار كل واحد، فجاء الأولون فظنوا أنهم يأخذون أكثر فأخذوا دينار كل واحد، لما أخذوا تعمقوا على رب البيت وقالوا إن هؤلاء الآخرين عملوا ساعة واحدة، جعلتهم أسوتنا ونحن حملنا ثقل النهار وحرّه! فقال لواحد منهم : ياصاحب! ما ظلمتك، ألست بدينار شارطتك، خذ شيئك وامض، أريد أن أعطي هذا الأخير مثلك، أو ما لي أن افعل ما أردت بمالي ؟ وأن عينك شريره، كذلك يكون الآخرون اولين، والأولون آخرين، ما أكثر المدعوين وأقل المنتخبين، وقال : ودخل إلى الهيكل فجاء إليه رؤساء النكهة وشيوخ الشعب وقالوا له وهويعلم : بأيّ سلطان تغعل هذا ؟ ومن اعطاك هذا السلطان ؟ اجاب يسوع وقال لهم : أنا أسألكم عن كلمة واحدة، فإن أنتم قلتم لي قلت لكم بأي سلطان أفعل هذا، معمودية يوحنا من اين هي ؟ من السماء أو من الناس ؟ ففكروا في نفوسهم قائلين : إن قلنا : من السماء قال لنا : لماذا لم تؤمنوا به ؟ وإن قلنا :


الصفحة التالية
Icon