وقال عبد الحق : العزر : النمع، تقول : عزرت فلاناً عن كذا، أي منعته - انتهى فالمادة كلها تدور على هذا المعنى والضرب واضح فيه التعظيم وما في معنها منع من يكيده ﴿ونصروه﴾ أي أيدوه وقمعوا مخالفة ﴿واتبعوا النور﴾ أي الوحي المقتدي به بيان طريق الحق كالماشي في ضوء النهار ﴿اولئك هم﴾ أي خاصة ﴿المفلحون*﴾ أى الفائزو بكل مأمول ولما تراسلت الآي وطال المدى في اقاصيص موسى عليه السلام وبيان مناقبه العظام ومآثره الجسام، كان ذلك ربما أوقع في بعض النفوس أنه أعلى المرسلين منصباً واعظمهم رتبة، فساق سبحانه هذه الآيات هذا السياق على هذا الوجه الذي بين أن أعلاهم مراتب وأزكاهم مناقب الذي خص برحمته من يؤمن به من خلقه قوة او فعلاً، وجعل سبحانه ذلك في أثناء قصة بني إسرائيل اهتماماً به وتعجيلاً له مع ما سيذكرمما يظهر أفضليته ويوضح اكمليته بقصة مع قومه في مبدإ أمره وأوسطه ومنتهاه في سورتي الأنفال وبراءة بكمالها.
ذكر شيء من الآصار التي كانت عليهم وخففت عنهم لو دخلوا في الإسلام ببركة ﷺ غير ماأسلفته في آخر البقرة عند قوله تعالى ﴿ولا تحمل علينا إصراً﴾ [البقرة : ٢٨٦]وفي المائدة عند قوله تعالى ﴿وليحكم أهل الإنجيل﴾ [المائدة : ٤٧] قال في السفر الثاني من التوراة : وقال الرب لموسى : اعمد فخذ طيباً- - إلبى أن قال : وليكن مجوناً طيباً للقدس ودقة واسحقه وبخر منه قداق تابوت الشهادة في قبة الزمان لأوعدك إلى هناك، ويكون عندكم طهراً مخصوصاً، وأيما رجل اتخذ مثله ليتبخر به فليهلك ذلك الرجل من شعبه ؛ وقال الثالث : ثم كلم الرب موسى قال له ؛ كلم هارون وبنيه وجماعة بني إسرائيل وقل لهم ؛ هذا ما أمرني به الرب ان أخبركم، أي رجل من بني
١٣٠


الصفحة التالية
Icon