ولما تقرر أنه امتثل ما أمر به، فثبتت بذلك رسالته، استحق أن يكون قدوة فقال " ﴿واتبعوه﴾ أي في كل ما يقول ويفعل مما ينهى عنه أو يأمر به أو ياذن فيه ﴿لعلكم تهتدون*﴾ أي ليكون حالكم حال من يرجى له حصول ما سأل في الفاتحة من الاهتداء، أي خلق الهداية في القلب مع دوامه ولما كثر عد مثالب إسرائيل، وختم بتخصيص المتبع لهذا النبي الكريم بالهداية والرحمة المسببة عنها، وكان فيهم المستقيم على ما شرعه له ربه، المتمسك بما لزمه أهل طاعته وحزبه، سواء كان من صفات النبي ﷺ او غيرهما، مع افذعان لذلك كله ؛ نبه عليه عائداً إلى تتميم أخبارهم، ثم ما وقع في ايام موسى عليه السلام وبعدها بعده من ادله ﴿سأصرف عن آياتي﴾ [الأعراف : ١٤٦] فقال تعالى عاطفاً على ﴿واتخذ قو موسى من بعده﴾ [الأعراف : ١٤٨] ﴿ومن قوم موسى أمه﴾ أي قوم يستحقون أن يؤموا لأنهم لا يتكبروا في الأرض بغير الحق، بل ﴿يهدون﴾ أى يوقعون الهداية وهي البيان ﴿بالحق وبه﴾ أي خاصه ﴿يعدلون*﴾ أي يجعلون القضايا المختلفة المتنازع فيها
١٣٦
معادلة الرضى بها، لا يقع منهم جور في شيء منها، ومنهم الذين اتبعوا النبي ﷺ كعبد الله بن سلام وخيريق رضي الله عنهما
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٣٤


الصفحة التالية
Icon