ومنه هذه الآية، وقيل : العاتي هو المبالغ في ركوب المعاصي، وقيل : المتمرد الذي لا ينفع فيه الوعظ والتنبيه، ومنه قوله سبحانه ﴿فعتوا عن أمر ربهم﴾ [الذاريات : ٤٤] أي جاوزوا المقدار والحد في
١٤١
الكفر - انتهى.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٤١
وحقيقة : جاوزوا الأمر إلى النهي، او جاوزوا الائتمار بأمره، والمادة ترجع إلى الغلظ والشدة والصلابة ﴿قلنا لهم﴾ أي بما لنا من القدرة العظيمة ﴿كونوا قردة﴾ أي في صورة القردة حال كونكم ﴿خا سئين*﴾ أي صاغرين مطرودين بعدين عن الرحمة كما يبعد الكلب.
ولما تبين بما مضى من جرأتهم على المعاصي وإسراعهم فيها استحقاقهم لدوام الخزي والصغار، أخبر أنه فعل بهم ذلك على وجه موجب للقطع بأنهم مرتكبون في الضلال، مرتكبون سيئ الأعمال، ما دام عليهم ذلك النكال، فقال :﴿وإذ﴾ وهو عطف على ﴿وسئلهم﴾ أي واذكر لهم حين ﴿تأذن﴾ أي اعلم إعلاماً عظيماً جهراً معتنى به ﴿ربك﴾ أي المربي لك والممهد لأدلة شريعتك والناصر لك على من خالفك.


الصفحة التالية
Icon