ذكر سيء مما هددوا به التوارة على العصيان والبغي والعدوان غير ما تقدم في المائدة عند ﴿من لعنة الله وغضب عليه﴾ [المائدة : ٦٠]وغيرها من الايات - قال في السفر الخامس : وإن لم تحفظ وتعمل بجميع الوصايا والسنن التي كتبت في هذا الكتاب وتتق الله ربك وتهب اسمه المحمود المرهوب، يخصك الرب بضربات موجعة ويبتليك بها، ويبتلي نسلك من بعدك وتدوم عليك، ويبقى من نسلك عدد قليل من بعد كثرتهم التي كانت قد صارت مثل نجوم السماء، وتجلون عن الأرض التي عملت من الحجارة والخشب، ولا تسكنون أيضاً بين تلك الشعوب، ولكن يصير الله قلوبكم هناك فزهة مرتجفة بالغداة تقولون : متى نمسي ؟وبالعشيّ تقولون : متى نصبح ؟وذلك من فزع قلوبكم وخوفكم وقلة حيلتكم، ويردكم الله إلى ارض مصر في الوف في الطريق الذي قال الرب : لا تعودوا أن تروه، وتباعون هناك عبيداً وإماء، ولا يكون من يشتريكم - هذه أقوال العهد التيي أمر الله بها موسى أن يعاهد بني إسرائيل في ارض مؤاب سوى العهد الذي عاهدهم بحوريب ؛ ثم دعا موسى جميع بني إسرائيل وقال لهم : قد رأيتم ما صنع الله بأرض مصر بفرعون وجميع عبيده وكل شعبه والبلايا العظيمه التي رات اعينكم وتلآيات والأعاجيب التي شهدتموها، ولم يعطكم الرب قلوباً تفهم وتلعم، ولا أعيناً تبصر ولا آذاناً تسمع إلى يومنا هذا، ودبركم في البرية أربعين سنة، لم تبل ثيابكم عليكم ولم تخلق خفافكم أيضاً ولم تأكلون خبزاً، لتعلموا أني أنا الله ربكم، وانا الذي أتيت بكم إلى هذه البلاد، فاحفظوا وصايا هذه التوارة واعلموا بها وأتموا جميع الأعمال في طاعة الله وأكملوها، لأنكم قد عرفتم جميعاً أن كنا سكاناً بأرض مصر وجزنا بين الشعوب، ورأيتم نجاستهم واصنامهم، ولعل فيكم اليوم رجلاً او امرأة أو قبيلة أو سبطاً
١٤٣
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٤٣


الصفحة التالية
Icon