هم أسوأ حالاً منهم ﴿ورثوا الكتاب﴾ أى الذي هونعمة، وهو التوراة، فكان لهم نقمة لشهادته عليهم بقبح أفعالهم، لأنه بقي في أيديهم بعد أسلافهم يقرؤنه ولا يعلمون بما فيه ؛ قال ابن فارس : والخلف ما جاء من بعد، أي سشواء كان محركاً أو ساكناً، وقال أبو عبيد الهروي في الغريبين : ويقال : ؛ خلف سوء - أي بالسكون -وخلف صدق، وقال الزبيدي في مختصر العين : والخلف : خلف السوء بعد ابيه، والخلف : الصالح، وقال ابن القطاع في الأفعال : وخَلَفَ خَلَفُ سوء : صاروا بعد قوم
١٤٤
صالحين، وخَلَف سوء، قال الأخفش : هما سواء، أي بالسكون، منهم من يسكن ومنهم من يحرك فيهما جميعاً، ومنهم من يقول : خلف صدق - أى بالتحريك - وخلف سوء - أي بالسكون - يريدبذلك الفرق بينهما، وكل إذا أضاف، يعني فإذا لم يضف كان السكون - للفساد، والتحريك للصلاح ؛ وقال القاموس : خلف نقيض قدام، والقرن بعد القرن، ومنه : هؤلاء خلف سوء، والرديء من القول، وبالتحريك الولد الصالح، فإذا كان فاسداً أسكنت اللام، وربما استعمل كل منهما مكان الآخر، يقال : هو خلف صدق من ابيه - إذا قام مقامه، أو الخلف بالسكون وبالتحريك سواء، الليث : خلف للاشرار خاصة، وبالتحريك ضده.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٤٣
والمادة ترجع إلى الخلف الذي هو نقيض قدام، كما بنيت ذلك في فن المضطرب من حاشيتي على الشرح ألفية العراقي ولما كان المظنون بمن يرث الكتاب الخير، فكان كأنه قيل : ما فعلوه من الخير فيما ورثوه ؟قال مستانفاً :﴿يأخذون﴾ أو يجدون الأخذ دائماً، وحقر ما أخذوه بالإعلام بأنه مما يعرض ولا يثبت بل هو زائل فقال :﴿عرض﴾ وزاده حقارة بإشارة الحاضرفقال ﴿هذا﴾ وصرح بالمراد بقوله :﴿الأدنى﴾ أي من الوجودين، ، وهو الدنيا ﴿ويقولون﴾ أي دائماً من غير توبة.


الصفحة التالية
Icon