فانظر ما الذي يقال ؟ وتجلى الرب على بلعام وأجرى على فيه قولاً وقال له : انطلق إلى بالاق فأخبلاه بهذا القول، فأتاه وهو قائم عند قرابينه ومعه اشراف مؤاب، فرفع بلعام صوته بأمثاله وقال ؛ انهض بالاق واسمع قولي وأصع لشهادتي يا ابن صفور! اعلم أن الله ليس مثل الرجل يحلف ويكذب ؛ إذا قال الرب قولاً فعله، وكلامه دائم إلى الأبد، ساقني لأعود وأبرك، ولا أرد البركة ولا أخالف ما أمرت به، لست أرى في آل يعقوب إثماً ولا غدراً عند بني إسرائيل ولا ظلماً، لأن الله ربه معه الله الذي أخرجهم من مصر بعزة وعظمه قوية، ولست أرى في آل يعقوب طيرة، ولا حساب نجوم أوعراف بين بني إسرائيل، كيف أقول والشعب قائم مثل الضرغام لا يربض حتى يفترس فريسته ويشربدم القتل، فقال بالاق لبلعام : أطلب أن لا تلعنه ولا تدعوا له، فرد بلعام على بالاق قائلاً : ألست قلت لك : إني إنما أنطق بما يقول لي الرب، فقال بالاق : انطلق بنا إلى موضع آخر، لععل الله يرضى بغير هذا فتلعنه لي هناك، فأصعده إلى رأس فغور الذي بإزاء إستيمون، فأمره بمثل ما تقدم من الذبح والقربان، فرأى بلعام أن الرب يحب أن يدعو لبني إسرائيل، ولم ينطلق كما كان ينطلق في كل وقت ليطلب الوحي، ولكن أقبل بوجهه إلى البرية ومد بصره، فرأى بني إسرائيل نزولاً قبائل قبائل فحل عليه روح الله، ورفع صوته بأمثاله وقال : قل يابلعام بن بعور، قل أيها الرجل الذي أجلى عن بصره، قل أيها الذي سمع قول الله ورأى رؤيا الله وهوملقى وعيناه
١٥٦