التستر باب عظيم من ابواب التقوى ﴿يابني آدم﴾ ولما كان الكلام في كشف العورة وأن آدم عليه السلام أعوزه الساتر حتى فزع إلى الورق كان موضع أن يتوقع ما يكون في ذلك فقال مفتتحاً بحرف التوقع :﴿قد انزلنا﴾ أي بعظمتنا ﴿عليكم﴾ من آثار بركات السماء إما ابتداء بخلقه وإما بإنزال اسبابه لمطر ونحوه ﴿لباساً﴾ أى لم يقدر عليه ابوكم في الجنة ﴿يواري سوأتكم﴾ إرشاداً
١٩
إلى ذلك الداء وإعلاماً بأن نفس الكشف نقص لا يصلح لحضرات الكمال وقال :﴿وريشاً﴾ إشارة إلى أنه سبحانه زادنا على الساتر ما به الزينة والجمال استعارة من ريش الطائر مجبباً فيما يبعد من الذنب ويقرب إلى حضرة الرب.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٩


الصفحة التالية
Icon