من ذكر متاع الدنيا التي هي لهو ولعب فلم يكن ذكر متاعها الفاني ليذكر مفصلاً مع ما لا يجانسه ولا يشاكله ﴿وإن الدار الآخرة لهي الحياة﴾ [العنكبوت : ٦٤] ثم التحمت الآي، ووجه آخر وهو أنه تعالى لما قال ﴿وإذ قرئ القرآن فاستمعوا له﴾ بيَّن لهم كيفية هذا الاستماع وما الذي يتصف به المؤمن من ضروبه فقال ﴿إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله﴾ [الأنفال : ٢] الآية : فهؤلاء لم يسمعوا بآذانهم فقط، ولا كانت لهم آذان لا يسمعون بها ولا قلوب لا يفقهون بها، ولو كانوا كذا لما وجلت وعمهم الفزع والخشية وزادتهم الايات إيماناً، فإذا إنما يكون سماع المؤمن هكذ
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٨٥
﴿ولا تكونوا كالذين قالواسمعنا وهم لا يسمعون﴾ [الأنفال : ٢١] ولما كان هؤلاء إنما أتى عليهم من اتباع أهوائهم والوقوف مع اعراضهم وشهواتهم ﴿يأخذون عرض هذا الأدنى﴾
١٨٨