﴿الله فقير ونحن أغنياء﴾ [آل عمران : ١٨١]إلى ما تخلل هاتين من الآيات المنبئة عن تعمدهم الجرائم، فعدل عن ﴿يأيها الذين آمنوا﴾ إلى ﴿يأيها الناس﴾ ليكون أوقع في الترتيب وأوضح مناسبة لما ذكر، ولما ضمنت سورة النساء قوله تعالى ﴿فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات﴾ -إلى قوله :﴿وأكلهم أموالناس بالباطل﴾ [النساء : ١٦٠ - ١٦١] أتعبت بقوله تعالى ﴿يأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود﴾ [المائدة : ٥١] ثم ذكر لهم ما أحل لهم وحرم عليهم ليحذروا مما وقع فيه
١٨٩
اولئك، فعلى هذا لما ضمنت سورة الأعرافمن قصصهم جملة، وبين فيها اعتداءهم، وبناه على اتباع الأهواء والهجوم على الأغراض، طلب هؤلاء باتقاء ذلك والبعد عما يشبهه جملة، فقيل في آخر السورة ﴿إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشياطين تذكروا﴾ [الأعراف : ٢٠١] ثم افتتحت السورة الأخرى بصرفهم عما لهم به تعلق وإليه تشيت يقيم عذرهم شرعاً فيما كان منهم، فكان قد قيل لهم : ترك هذا أعلم وأبعد عن اتباع الأهواء، فسلموا في ذلك الحكم لله ورسوله واتقوا الله، ثم تناسج السياق والتحمت الآي، وقد تبين وجه اتصال الأنفال بالأعراف من وجوه، والحمد لله - انتهى.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٨٥


الصفحة التالية
Icon