بسبب ذلك ﴿الذين آمنوا﴾ أي بأنواع التثبيت من تكثير سوادهم وتقوية قلوبهم وقتال اعدائهم وتقليلهم في أعينهم وتحقير شأنهم ؛ ثم بيّن المعية بقوله :﴿سألقي﴾ أي بوعد لا خلف فيه ﴿في قلوب الذين كفروا﴾ أي اوجدوا الكفر ﴿الرعب﴾ فلا يكون لهم ثبات ﴿فاضربوا﴾ أي أيها المؤمنون من الملائكة والبشر غير هائبين بسبب ذلك ولما كان ضرب العنق والراس أوحى مهلك اللأنسان، وكان النق يستر في الحرب غالباً، عبر بقوله :﴿فوق الأعناق﴾ أي الرؤوس أو أعالي الأعناق منهم لأنها مفاصل ومذابح ولما كان إفساد الأصابع أنكى ما يكون بعد ذلك لأنه يبطل قتال المضروب او كمال قتاله، قال :﴿اضربوا منهم كل بنان﴾ أي فإنه لا مانع من ذلك لكوني معكم، ثم علل تسليطهم عليهم بقوله :﴿فوق الأعناق﴾ أى الرؤوس أو أعالي الأعناق منهم لأنها مفاصل ومذابح ولما كان إفساد الأصابع أنكى ما يكون بعد ذلك لأته يبطل قتال المضروب أو كمال قتاله، قال :﴿وأضربوا منهم كل بنان﴾ أي فإنه لا مانع من ذلك لكوني معكم، ثم علل تسليطهم عليهم بقوله، ﴿ذلك﴾ أى التسليط العظيم، وأخبر عنه بقوله :﴿بأنهم﴾ أي الذي تلبسوا الآن بالكفر ولو كانوا ممن يقضي بايمانه بعد ﴿شاقوا الله﴾ أي الملك الأعلى الذي لا يطاق انتقامه ﴿ورسوله﴾ أي طلبوا ان يكونا بمخالفة الأوامر والنواهي في شق غير الذي فيه حزب الهدى في مكر منهم وخداع، وشاقوه ياشتهار السيف جهراً - ثم بين ما الفاعل ذلك، فقال عاطفاً على تقديره : فمن شاق الله ورسوله فافعلوا به ذلك، فإني فاعل به ما فعلت بهؤلاء، وأظهر الإدغام في المضارع لأن القصة للعرب وأمرهم في عدواتهم كان بعد الهجرة شديداً ومهاجرة، وادغم في الماضي لأن ما مضى قلبها كان ما بين مساترة بالمماكرة ومجاهرة بالمقاهرة، وعبر بالمضارع ندباً إلى التوبة بتقييد الوعيد بالاستمرار، وأدغم في الحشر في الموضعين لأن القصة لليهود وأمرهم كان ضعيفاً ومساترة في مماكرة :﴿ومن يشاقق الله﴾ أي الذي له


الصفحة التالية
Icon