بقوله :﴿إنه يراكم﴾ أي الشيطان ﴿هو وقبيلة﴾ أى جنوده ﴿من حيث لا ترونهم﴾ عن مالك بن دينار أن عدواً يراك ولا تراه لشديد المؤنة إلا من عصمة الله ولما كان كانه قيل : لم سلطوا علينا هذا التسلط العظيم الذي لا يكاد يسلم معه أحد قال مخففاً لأمرهم موهباً في الحقيقة لكيدهم :﴿إنا﴾ أي فعلنا ذلك لأنا بما لنا من العظمة ﴿جعلنا الشياطين﴾ أي المحترقين بالغضب البعيدين من الرحمة ﴿أولياء﴾ أى قرباء وقرناء ﴿للذين لا يؤمنون﴾ أى يجددون الإيمان لأن بينهم تناسباً في الطباع يوجب الاتباع وأما أولياؤنا الذين منعناهم بقوتنا منه أو فتناهم يسيراً بهم ثم خلصناهم بلطفنا منهم فليسوا لهم بأولياء بل هم منهم أو فتناهم يسيراً بهم، ثم خلصناهم بلطفنا منهم فليسوا لهم بأولياء، بل هم لهم أعداء وىيتهم انهم يؤمنون، والمعنى أنا مكناهم من مخاتلتكم بسترهم عنكم وإظهاركم لهم فسلطناهم بذلك على منحكمنا بأنه لا يؤمن بتزينهم لهم وتسويلهم واستخفافهم بأن ينصروهم في بعض المواطن ويوصلوهم إلى شيء من المطالب فعلنا ذلك ذلك ليتبين الرجل الكامل - الذي يستحق الدرجات العلى ويتردد إليه الملائكة بالسلام والجنى - من غير فخذوا حذركم فغن المر خطر والخلاص عسر وبعبارة أخرى إنا سلكناكم طريقاً وجعلنا بجنبتيها أعداء يرونكم ولا ترونهم، وأقدرناهم على بعضكم فمن سلك سواء السبيل نجا ومن قاربه استغنواه رؤيتنا لهم في الجملة لا يقتضي امتناع رؤيتهم على أنه قد صح تصورهم في الأجسام الكثيفة ورؤية بني آدم لهم في تلك الأجسام كالشيطان الذي رآه أبو هريره رضى الله عنه وحديث خالد بن الوليد رضى الله عنه في شيطان العزى معروف في السير وكذا
٢٢


الصفحة التالية
Icon