كان أعجبكم فألزموه في المستقبل، فإني لا أجيئكم أبداً ما دمتم على حالكم إلا بما جئتكم به يومئذ، والفتح يحتمل أن يكون بمعنى النصر فيكون تهكماً بهم، وأن يكون بمعنى القضاء ولما كان سبب ما أحله بالكفار - من الإعراض عن إجابتهم فيما قصدوا من دعائهم ومن خذلانهم في هذه الوقعة وإيجاب مثل ذلك لهم أبداً - هو عصيانهم الرسول وتوليهم عن قبول ما يسمعونه منه من الروح ؛ حذر المؤمنين من حالهم بالتمادي في التنازع في الغنيمة أو غيرها فقال :﴿يأيها الذين آمنوا﴾ أي ادعوا ذلك ﴿اطيعوا الله﴾ أي الذي له جميع العز والعظمة ﴿ورسوله﴾ تصديقاًلدعواتكم الإيمان ولما كانت طاعة الرسول هي طاعة الله لأنه إنما يدعوه إليه وإنما خلقه القرآن، وحد الضمير فقال :﴿ولا تولوا عنه﴾ أي عن الرسول في حال من الأحوال، في أمر من الأوامر من الجهاد وغيره، من الغنائم وغيرها، خف أو ثقل، سهل أو صعب ﴿وأنتم﴾ أى والحال أنكم ﴿تسمعون﴾ أي لكم سمع لما يقوله، أو وأنتم تصدقونه، لأنه ارتماب شيء من ذلك يكذب دعوى الإيمان وينطبق علىأحوال الكفار، وإلى ذلك إشارة بقوله :﴿ولا تكونوا كالذين قالوا سمعنا﴾ أي بآذاننا ﴿وهم لا يسمعون*﴾ أي لا يستجبون فكأنهم لم يسمعوا، لما انتفت الثمرة عد المثمر عدماً.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٩٥


الصفحة التالية
Icon