وردهم إلى عادة دنياهم حين حين لم يتجشموا الصبر إلى ظهور كلمة الله على مستمر عادته، فقد عمل بأول فتياه غير واحد ممن لم يتسرب في نفاد حكمه وصحته فأحق ثمرات ثلاث سنين ثم عاد - في غنى عن التلقيح - إلى أحسن من حاله في متقدم عادته، ولا يتقاصر عن إدراك ذلك من أمره في كل نازلة من نحوه إلا من لم يسم به التأييد إلى معرفة حظ من مكانته، فإذا وضح ذلك فكل فعل فعله رسول الله ﷺ فإن كان بياتاً لواجب فهو منج من عقاب الله، وإن كان تعليماً لقربي من الله فهو وصلة إلى محبة الله كما قال تعالى ﴿قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله﴾ [آل عمران : ٣١]
٢٠٣
وإن لم يتضح له مجمل منهما تأسى بها على إبهام بغنيه علمه وتعلموا به نيته، وما كان مختصاً به فلا بد من إظهار أمر اختصاصه بخطاب من الله سبحانه أو منه عليه السلام كما قال تعالى ﴿خالصة لك من دون المؤمنين﴾ [الأحزاب : ٥٠] -انتهى.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ١٩٩


الصفحة التالية
Icon