ذكر أهلها فقال ؛ ﴿إن﴾ أي ما ﴿أولياء﴾ أي بالاستحقاق ﴿إلا المتقون﴾ أي العريقون في هذا الوصف بما يجعلون بينهم وبين سخط الله من وقايات الطاعات، لا كل من آمن بل خاصة المؤمنين، وهم ليسوا كذلك لتلبسهم الآن بالكفر ﴿ولكن أكثرهم لا يعملون*﴾ أى ليس لهم علم بالأمور ليميزوا بين الحق والباطل والمتقي والفاسق وحسن العواقب وسيئها، ولعله عبر بالأكثر إعلاماً بأن فيهم المعاند، ولأنه كان منهم من آمن بعد ذلك فصار من أولي العلم ولما كانوا يفعلون عند البيت البيت ما ينزه البيت عنه مما هو غاية في الجهل، قال مبيناً لجهلهم واستحقاقهم للنكال وبعدهم عن استحقاق ولايته :﴿وما كان صلاتهم﴾ أي التي ينبغي أن تكونمبينة على الشخوع، وزاد في التبشيع عليهم بقوله :﴿عند البيت﴾ أي
٢١٣
فعلهم الذي يعدونه صلاة أو يبدلونها به ﴿إلا مكاء﴾ أي صفيراً يشبه صفير الطير والدبر بريح الحدث - من مكا يمكو مكواً ومكاء - إذا صفر بفيه أو شبك أصابعه ونفخ فيها، ومكت الشجرة بريحها : صوتت، والدبر بريح الحدث : صوت - قال أبو حيان : وجاء على فعال أى بالضم ويكثر فعال في الأصوات كالصراخ - انتهى.
نتائج البحث
