محالة ليتبين به إيمان من آمن باعتماده على الله وتصديقه بموعده وكفر من كفر ولما علل ذلك التدبير في اللقاء بقوله :" ليقضي الله " علل تلك العلة بقوله :﴿ليهلك﴾ أى لعد رؤية ذلك القضاء الخارق للعادة ﴿من هلك﴾ أي من القريقين : الكفار في حالة القتال وبعدها، والمسلمين هلاكاً متجاوزاً وناشئاً ﴿عن﴾ حالة ﴿بينة﴾ لما بان من صدق رسول الله ﷺ في هذه الوقعة في كل ما وعد به وكذب الكفار في كل ما كانوا يقولونه قاطعين به مع ان ظاهر الحال يقضي لهم، فكان ذلك من أعظم المعجزات ﴿ويحيى من حيّ﴾ أي بالإسلام حياة هي في أعلى الكمال بما تشير إليه قراءة نافع والبزي عن ابن كثير وأبي بكر عن عاصم بإظهار الياءين، أو في أدنى الكمال بما يشيرإليه إغام الباقين تخفيفاً حياة متجاوزة وناشئة ﴿عن﴾ حالة ﴿بينة﴾ أي كائنة
٢٢١
بعد البيان في كون الكافرين على باطل ولالمؤمنين على حق لما سيأتي من أنهم كانوا يقولون ﴿غر هؤلاء دينهم﴾ [الأنفال : ٤٩] فيحنئذ تبين المغرور وكشفت عجائب المقدور عن أعين القلوب المستور.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢١٨


الصفحة التالية
Icon