فهذا فيه أنها نزلت بعد سفر ابي بكر رضي الله عنه، وإنما قيدت أنا بتكامل نزولها لأنه ورد ان الذي في النقض فبعث به علياً رضي الله عنه، ففي زيادات مسند الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال :" لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي ﷺ دعا أبا بكر رضي الله عنه فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي ﷺ فقال :"أدرك أبا بكر، فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم" فذكره، وفيه أن أبا بكر رضي الله عنه قال للنبي ﷺ بعدما رجع : أنزل فيّ شيء ؟قال :"لا، ولكن جبريل عليه السلام جاءني فقال : لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " ونقل البغوي عن ابن إسحاق انه ﷺ بعث مع أبي بكر بأربعين آية من صدر سورة براءة ليقرأها على أهل الموسم، ثم بعث بعده علياً على نافته الغضباء ليقرأ على الناس صدر براءة وأمره أن يؤذن بمكة ومنى وعرفة.
وفيه أن أبا بكر رضي الله عنه قال : يارسول الله! أنزل في شأني شيء ؟قال :"لا، ولكن لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا الأمر إلا رجل من أهلي ".
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٦١
فتبين أن الأول من إطلاق الكل على الجزء لا سيما وهو الذي فيه البراءة، وما سميت السورة براءة إلا به ؛ وأن المعنى : لا يؤدي عني في العهود، لا مطلقاً، فقد أرسل رسلاً للأداء إلا به ؛ وأن أهل بيته ؛ وقالالمهدوي في تقسير ﴿فسيحوا في الأرض﴾ : وروي ان هذه الآية نزلت على النبي ﷺ بعد خروج ابي بكر
٢٦٣


الصفحة التالية
Icon