ولما ذلك ليس سبباً حقيقياً للتعذيب، وإنما هو كاشف عمن ذرأه الله لجهنم لإقامة الحجة عليه، أعري عن الفاء قوله :﴿أولئك﴾ أي البعداء البغضاء ﴿اصبحت النار﴾ ولما كان صاحب الشيء هو الملازم له المعروف به، قال مصرحاً بذلك :﴿هم﴾ تصدق بكل طبقة من طبقاتها ﴿خالدون﴾ فقد تبين أن إثيات الفاء أولاً للترغيب في الاتباع وتركها ثانياً للترهيب من شكاسة الطباع، فالمقام في الموضعين خطر، ولعل من فوائده الإشارة إلى أنه إذا بعث رسول وجب على كل من سمع به أن يقصده لتحرير امره، فإذا بان له صدقه تبعه، وإن تخلف عن ذلك كان مكذباً - الله الموافق.
ولما كان تكذيب الرسل تارة يكون بشرع شيء لم يشرعوه،
٣٠


الصفحة التالية
Icon