ولما دام ما ترى من كشف سرائرهم، شرع سبحانه يقيم لهم الدليل على فسقهم وخيانتهم ما بدا من بعضهم من النقض بعد أن أثبت فيما مضى انهم شرع واحد بعضهم أولياء بعض، وفيما يأتي أنهم بعضهم من بعض، فقال معبراً بما يفيد انهم تمكنوا من ضد الإيمان تمكناًصار به كأنه في حوزتهم :﴿اشتروا﴾ أي لجوا في أهويتم بعد قيام الدليل الذي لا يشكون فيه فاخذوا ﴿بآيات الله﴾ أى الذي لجوا في اهويتهم جلال ولا جمال على مالها من العظم في انفسها وبإضافتها إليه ﴿ثمناً قليلاً﴾ من أعراض الدنيا فرفضوا بها مع مصاحبة الكفر، وذلك وأداهم إلى أن صدوا ﴿عن سبيله﴾ أي من يريد السير عليه ومنعوا من الدخول في الذين أنفسهم ومن قدروا على منعه.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٧٢


الصفحة التالية
Icon