بطريق الكناية - قال الفراء : وربما ذهب العرب بالواحد إلى الجمع وبالجمع إلى الواحد، ألا ترى أن الرجل يركب البرذون فيقول : أخذت في ركوب البراذين، ويقال : فلان كثير الدرهم والدينار - انتهى.
فتحرر أن المعنى : منعهم من إقامة شعائره بطواف أو زيارة أو غير ذلك لأنهم نجس - كما يأتي ﴿ شاهدين على أنفسهم ﴾ أي التي هي معدن الأرجاس والأهوية ﴿ بالكفر ﴾ أي بإقرارهم، لأنه بيت الله وهم يعبدون غير الله وقد نصبوا فيه الأصنام بغير إذنه وادعوا أنها شركاؤه، فإذن عمارتهم تخريب لتنافي عقدهم وفعلهم، قال البغوي : قال ابن عباس رضي الله عنهما : شهادتهم سجودهم للأصنام، وذلك أنهم كانوا نصبوا أصنامهم خارج البيت الحرام عند القواعد وكانوا يطوفون بالبيت عراة، كلما طافوا شوطاً سجدوا لأصنامهم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٨٠


الصفحة التالية
Icon