ولما كانت الأنفس مختلفةالهمم متباينة السجايا والشيم، كان هذا غير كافٍ في التهديد لكلها، فأتبعه تهديداً أشد منه بالنسبة إلى تلك النفوس فقال متنقلاً من أسلوب الإقبال إلى مقام الإعراض المؤذن بزواجر الغضب :﴿قل﴾ أي يا أعظم الخلق شفقة ورفقاً ونصيحة لمن لم يُزعمه ما تقدم من الزواجر أنه يجب تحمل جميع هذه المضار في الدنيا ليبقى الدين سالماً ولا ينثلم ﴿إن كان آباؤكم﴾ أي الذين أنتم أشد شيء توقيراً لهم ﴿وأبناؤكم﴾ أي الذين هم اعز الناس لديكم وأحبهم إليكم ﴿وإخوانكم﴾ أى الذين هم من اصولكم فهم كأنفسكم ﴿وأزواجكم﴾ أي اللاتي هن سكن لكم ﴿وعشيرتكم﴾ أي التي بها الراحة وقيام العز والمنعة وهم أهل الإنسان الأدنون الذين يعاشرونه.