سبحانه الفعل للجمع إشارة إلى أنهم لعلو مقامهم ينبغي ان لا يكون منهم من يقول مثل ذلك ﴿فلم تغن عنكم شيئاً﴾ أي من الإغناء ﴿وضاقت عليكم الأرض﴾ أي الواسعة ﴿بما رحبت﴾ أى مع اتساعها فصرتم لا ترون ان فيها مكاناً يحصنكم مما
٢٩٣
أنتم فيه لفرط الرعب، فما ضاق في الحقيقة إلا ما كان من الآمال التي سكنت إلى الأموال والرجال، ولعل عطفه-لتوليهم بأداة التراخي في قوله :﴿ثم وليتم﴾ أي تولية كثيرة ظهوركم الكفار، وحقق ذلك بقوله :﴿مدبرين*﴾ أي انهزاماً مع أن الفرار كان حين اللقاء لم يتأخر - إشارة إلى ما كان عندهم من استعباده اعتماداً على القوة والكثرة ﴿ثم أنزل الله﴾ أي الذي له الإحاطة بصفات الكمال ﴿سكينته﴾ أي رحمته، وهي الأمر الذي يسكن القلوب عن أن تتأثر يدهمها من البلاء من الوثوق به سبحانه ومشاهدة جنابة الأقدس والغناء عن غيره.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٢٩٣


الصفحة التالية
Icon