ولما كان سبحانه لا يشغله شان عن شأن، ابتدأ من التدبير هو آية ذلكبمشاهدته في تغطية الرض بظلامه في آن واحد، فقال على الكمال قدرته المراد بالاستواء بامر يشاهد كل يوم على كثرة منافعة التي جعل سبحانه بها انتظامهذا الوجود ﴿يغشي﴾ أى استوى حال كونه يغشي ﴿الليل النهار﴾ وقال ابو حيان : قراء حميد بن قبس : يغشى الليل - بفتح بن جني عنحميد بنصب الليل ورفع النهار، وقال ابن عطية : وابو الفتح أثبت، وهذا الذي قاله - من أن أبا الفتح أثبت - كلام لا يصح، إذ رتبة أبي عمرو الداني أحد من أئمة القراءة فضلاً عن النجاة الذين ليسوامقرئين ولا رووا القراءة عن أحد ولا روى عنهم القراءة احد، هذا مع الديانة الزائدة والتثبيت في النقل وعدم التجاسر ووفور الحظ من الحظ، فقد رايت له كتاباً في كلا وكتاباً في إدغام أبي عمرو الكبير دلاً على إطلاعه على ما لا يكاد يطلع عليه ائمة النجاة ولا المقرئين إلى سائر تصانيفه، والذي نقله أبو عمرو الداني عن حميد امكن من حيث المعنى، لأن ذلك موافق لقراءة الجماعة إذ ﴿اليّل﴾ في قراءتهم - وإن كان منصوباً - هو الفاعل من حيث المعنى، إذ همزة النقل او التضعيف صيرة مفعولاً، ولا يجوز ان يكون مفعولاً ثانياً من حيث المعنى، لأن المنصوبين تعدى إليهما الفعل واحدهما فاعل من حيث المعنى، فليلزم أن يكون الأول منهما كما لزم ذلك في : ملكت زيداً عمراً، إذ رتبة التقديم هي الموضحة أنه الفاعل من حيث المعنى كما لزم ذلك في ضرب موسى عيسى - انتهى.
٤١


الصفحة التالية
Icon