وتطوير قال الرازي فكل ما كان جسماً او جسمانياً كان مخصوصاً بمقدار معين فكان من عالم الخلق، فعالم الخلق بتسخيره، وعالم الأمر بتدبيره، واستيلاء الروحانية على الجسيمات بتقديره ﴿الأمر﴾ وهو ما كان من ذلك إخراجاً من العدم من غير تسبب كالروح، وما كان حفظاَ وتدبيراً بالكلام كالأديان وكل ما يلاحظ القيومية ؛ وقال الرازي : كل ما كان بريئاً من الحجم والمقدار كان من عالم الأمر، وعد الملائكة من عالم المر فأتنج ذلك قطعاً قوله على سبيل المدح الذي ينقطع دونه الأعناق ويتقاصر دون عليائه ذري ىلافاق ﴿تبارك﴾ أي ثبت ثبوتاً لا ثبوت في الحقيقة
٤٢
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩
غيره اليمن والبركة وكثرة الاثار الفاضلة والنتائج الشريفة ﴿الله﴾ أي دو الجلال والإكرام ولما دل على أنه يستحق هذا الثناء لذاته، دل على أنه يستحقه لصفاته فقال :﴿رب العالمين﴾ أي مبدع ذلك كله ومربيه خلقاً وتصريفاً بامره، وفي الجزء السادس من فزوائد المخلص عن سفيان بن عيينه أن قال : ما يقول هذه الدوبية - يعني بشراً المريسي ؟ قالوا : يا أبا محمد! يزعم أن القرآن مخلوق فقال : كذب، قال الله عزّ وجلّ ﴿ألا له الخلق والأمر﴾ فالخلق خلق الله، والأمر القرىن - انتهى.
وهذا الذي فسر به مما تحتمله الاية بأن يكون الأمر هو المراد بقوله ﴿بأمره﴾ وهو الإرادة والكلام مع احتمال ما قدمته.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٣٩


الصفحة التالية
Icon