ولما صرح بأن ذلك عام مجرم، أتبعه قوله :﴿ثم جعلناكم﴾ أي أيها المرسل إليهم أشرف رسلنا ﴿خلائف في الأرض﴾ أي لا في خصوص ما كانوا فيه : ولما كان زماننا لم يستغرق ما بعد زمان المهلكين أدخل الجار فقال :﴿من بعدهم﴾ أى القرونوإنما ذلك لنراه في عالم الشهادة لإقامة الحجة ﴿كيف تعملون﴾ فيتعلق نظرنا باعمالكم موجودة تخويفاً للمخاطبين من أن يجرموا فيصيبهم ما أصاب من قبلهم.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٢٣
٤٢٤
ولما تقدم أن من قضى بشقاوته لا يتأتى إيمانه بأية من الآيات حتى تنزل به سطوته وتذيقه بأسه ونقمته.
وكان القرآن أعظم آية أنزلت إلى الناس لما لا يخفى.
أتبع ذلك عطفاً على قوله ﴿قال الكافرون إن هذا لسحر مبين﴾ بقوله بياناً لذلك :﴿وإذا تتلى﴾ بناه للمفعول إيذاناً بتكذيبهم عند تلاوة أي تالٍ كان.