ولما كان كان وجود النعمة لا يستغرق الزمان الذي يتعقب النقمة، أدخل الجار فقال :﴿من بعد ضراء﴾ أي قحط وغيره ﴿مستهم﴾ فاجأوا المكر وهو معنى ﴿إذا لهم مكر﴾ أي عظيم بالمعاصي التي يفعلون في الاستخفاء بأغلبهافعل الماكر ﴿في آياتنا﴾ إشارة إلى انهم لا ينفكون عنآياته العظام، فلو كانوا منتفعين بالآيات اهتدوا بها، فإذا أتتهم رحمة من بعد نقمة لم يعدوها آية دالة على من أرسلها لهم لخرقها لما كانوا فيه من عادة النقمة مع أنهم يعترفون بأنهلا يقدر على إرسالها وصرف الشدةإلا هو سبحانه، بل يعملون فيها عمل الماكرين بأن يصرفوها عن ذلك بأنواع الصوارف كأن ينسبوها إلى السباب كنسبة المطر للأنواء ونحو ذلك غير خائفين من إعادة مثل تلك الضراء او ما هو اشد منها.