جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٥١
ولما أخبرهم بحقيقة، أخبرهم بما يكون منهم من الظلم ايضاً عند معياينتهبالسماح ببذل جميع ما في الأرض حيث لا ينفع البذل بعد ترك لمأمور به وهو من أيسر الأشياء وأحسنها فقال :﴿ولو أن لكل نفس ظلمت﴾ أي عند المعاينة ﴿مافي الأرض﴾ أي كلها من خزائنها ونفائسها ﴿لا فتدت به﴾ أي جعلت فدية لها من العذاب لكنه ليس لهم ذلك، لو كان من قبل منهم، فإذا وقع ما يوعدون استسلموا ﴿وأسروا الندامة﴾ أي اشتد ندمهم ولم يقدروا على الكلام ﴿لما رأوا العذاب﴾ لأنهم بهتوا لعظم ما دهمهم فكان فعلهم فعل المسر، لأ ؟نهم لم يطيقوا بكاء ولا شكاية ولا شيئاً مما يفعله الجازع ؛ والاستنباء : طلب النبأ كما أن الاستفهام طلب الفهم ؛ والنبأ : خبر عن يقين في أمر كبير ؛ والحق : عقد على المعنى على ماهو به تدعو لحكمة إليه، وكل ما بنى على هذا والقوة فيما طريقة الب الأمر، وذلك فيما يحتمل أمرين احدهما أشبه بألاصل الذي جاء به النص ؛ والافتداء : إيقاع الشيء بدل غيره لرفع المكروه، فداه فديه وأفداه وافتداه افتداء وفاداه مفاداة وفداه تفدية وتفادي منه تفادياً ؛ والإسرار : إخفاء الشيء في النفس ؛ والندامة : الحسرة على ما كان يتمنى أنه لم يكن أوقعها، وهي حال معقولة يتأسف صاحبها على ما وقع منها ويود أنه لم يكن أوقعها.
ولما اشتملت الآيات الماضيات على تحتم إنجاز الوعد والعدل في الحكم،
٤٥٣
وختمت بقوه :﴿وقضي﴾ أى وأوقع القضاء على أيسر وجه وأسهله ؛ ولما ستغرق القضاء جميع وقائعهم.
دل بنزع الجار فقال :﴿بينهم﴾ أى الظالمين والمظلومين والظالمين والأظلمين ﴿بالقسط﴾ أي العدل ؛ ولما كان وقوع ذلك لا ينفي وقوع الظلم في وقت آخر قال :﴿وهم﴾ أي والحال أنهم ﴿لا يظلمون*﴾ أي لات يقع فيهم ظلم من أحد أصلاً كائناً من كان في وقت ما.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٤٥٣