ولما كان كأنه قيل : فما لهم لم يكونوا كذلك! أنتج السياق مدهم فقال :﴿أولئك﴾ أي العالو المراتب ﴿لهم مغفرة﴾ إذا وقعت منهم هفوة ﴿، اجر كبير*﴾ على صبرهم وشكرهم ؛ والذوق : تناول الشيء بالفم لإدراك الطعم كما أن الشم ملابسة الشيء الأنف لإدراك الرائحة ؛ والنزع : رفع الشيء عن غيره مما ان مشابكاً له كالقلع والقشط ؛ واليأس : القطع بأن الشيء لا يكون، وهو ضد الرجاء، ويؤوس : كثير اليأس، وهو ذك لأنه للجهل بسعة الرحمة الموجبة لقوة الأمل في كل ما يجوز في الحكمة فعله ؛ والنعماء : إنعام يظهر اثره على صاحبه، كما أن الضراء مضرة تظهر الحال بها، لأنها أخرجت مخرج الأحوال الظاهرة من حمراء وعوراء مع ما في مفهوما من المبالغة ؛ والسيئة : مايسوء من جهة نفور طبع أو عقل، ووهي هنا المرض والفقر ونحوه ؛ والفرح : انفتاح القلب بما يلتذ به ؛ وعبارة البغوي : هو لذة في القلب بنيل المشتهى وهو أعظم من ملاذ الحواس ؛ والفخر : التطاول بتعديد المناقب ؛ والصبر : حبس النفس عن المشتهى من المحارم ونحوها، والصبر على مر الحق يؤدي إلى الفوز في الآخرة مع ما فيه من جمال في الدنيا ؛ والكبير واحد يقصر مقدار غيره عنه ؛ والكثير : جمع يزيد على عدد غيره.
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٠٧
ولما استثنى سلحانه من الجارين مع الطبع الطائشين في الهوى من تحلى برزانة
٥٠٨