فتفسيره لها بالقطع نظر منه إلىأن مادة " جرم " بخصوصها دائرة على القطع، والأصنع تفسيرها بالظن نظراً إلى ما تدور عليه المادة من حيث هي - باي ترتيب كان - من جرم وجمر ورجم ورمج ومجر ومرج، وإنما جعلتها كذلك لأنهم قالوا جرم النخل : خرصها، وأجمر النخل أيضاً : خرصها، ورجم - إذا ظن، والمجر : العقل، ويلزم الظن اتقاد الذهن ومنه حمرة النار، والجرم - للأرض الشديدة الجر، ويلزم الظن أيضاً اجتماع الفكر، ومنه الجمرة للقلبية وكل ما شاكلها في الجمع، ومنه الجرم بالكسر وهو الجسد فإنه بالنظر إلى جميعه، والصوت أو جهارته فإنه يجمع فيه الحلق لقطعه، ويلزم الاجتماع ايضاً العظمة، ومنه أجرم - إذا عظم، والجمير كأمير : مجتمع القوم، ومن الجمع الرياء والعقل، فينشأ منه الصفاء، ومنه ﴿مارج من نار﴾ أى لا دخان فيه، ومنه أجرم لونه : صفا، ومن الاجتماع المجر - بالتحريك، وهو أن يملأ بطنه من الماء ولم يرون والكسب، جرم لأهله - إذا كسب، ومنه الذنب فإنه كسب خاص، ويمكن أن يكون من القطع لأنه يقطع صاحبه عن الخير، ويلزم الاجتماع أيضاً الاستتار ومنه أجمرت الليلة - استتر فيها الهلال، والمجر لما في بطون الحوامل من الإبل والغنم، أو يجعل هذا مما يلزم نفس الظن من الخفاء، ومن الاجتماع الصلابة والتمام، ومنه حول مجرم كمعظم : تام، فينشأ الافتراق، ومنه تجرم الليل : ذهب، وابنا جمير كأمير : الليل
٥١٧