كان في المخالفين من أممهم القريب منهم نسبه والعزيز عليهم أمره من ابن وصاحبة وغيرهما، هذا مع أن قصصهم دليل على قوله تعالى :﴿ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم﴾ وزجر لهم عن مثل قولهم :﴿ما يحبسه﴾ وتأييد لقوله :﴿ومن قبله كتاب موسى إماماً ورحمة﴾ - وغير ذلك مما تقدم، فقد علم من هذا الوجهُ في تكرير هذه القصصن وأنه في كل سورة لمقصد يخالف المقصد في غيرها وإن كان يستفاد من ذلك فوائد أخر : منها إظهار القدرة في بيان الإعجاز بتصريف المعنى في الوجوه المختلفة لما في ذلك من علو الطبقة في البلاغة لأنه ربما قال متعنت عند التحدي : قد استوفى اللفظ البليغ إلى الأسلوب الأكمل البديع في هذه القصص فلم تبق لنا ألفاظ نعبر بها عن هذه المعاني حتى نأتي بمثل هذه القصة ؛ فأتى بها ثانياً
٥٢٠
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥١٩


الصفحة التالية
Icon