ذكر هذه القصة من التوراة : قال في السفر الأول : واستعلن الله لإبراهيم في مرج - وفي نسخة : بين بلوط ممرى الأموراني - وكان جالساً على باب خيمته إذ اشتد النهار، فرفع عينيه فنظر فإذا هو بثلاثة رجال وقوف على رأسه، فلما رآهم أحضر إليهم من باب الخيمة وسجد على الأرض وقالك يا رب - وفي نسخة : يا ولي الله - إن كان لي عندك مودة فلا تبعد عن عبدك حتى آتي بما أغسل به أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة وأصيبوا شيئاً من الطعام تقرون به أنفسكم، ثم حينئذٍ تجوزون لأنكم مررتم بعبدكم بغتة فقالوا له : اصنع كما قلت، فاستعجل إبراهيم فأحضر إلى الخيمة إلى سارة وقال : عجلي بثلاثة آصع من درمك - وفي نسخة : دقيق سميد - فاعجنيه واخبزي منه مليلاً،
٥٥٥
وسعى إلى قطيع البقر فأخذ عجلاً سميناً شاباً فدفعه إل الغلام وأمر بتعجيل صنعته وأخذ سمناً ولبناً والعجل الذي صنع له ايضاً فقربه إليهم، وكان هو واقفاً بين أيديهم تحت الشجرة وقالوا له : أين سارة امرأتك ؟ فقال : في الخيمة، فقال له : إني أرجع إليك في مثل هذا الحين من قابل وهي في الحياة ولها منك ابن، فسمعت سارة وهي على باب الخيمة مستترة وكان هو خلفها، وكان إبراهيم وسارة قد شاخا وقدم سنهما وانقطععن سارة سبيل النساء، فضحكت سارة في قلبها وقالت : أني ي بالولد وقد شخت ؟ أيعسر هذا على الله ؟ إني ارجع إليك في مثل هذا الحين من قابل وهي حية ولها ابن، فجحدت سارة وقالت : كلا ما ضحكت، لأنها فزعت، فقال : كلا! ولكنك قد ضحكت، ثم قام الرجال وعمدوا طريق سدوم وعامورا، وانطلق معهم إبراهيم ليشيعهم.
وقال اللع : أأكتم عبدي إبراهيم شيئاً مما أصنع ؟ وإبارهيم يكون رئيساً لشعب عظيم كبير، وتتبارك به شعوب الأرض، لأني عالم أنه يوضي بنيه وأهل بيته من بعده أن يحفظوا طرق الرب ليعملوا بالبر والعدل، لأن الرب يكمل لإبراهيم جميع ما وعده به.