ولما كان كأنه قيل : ما نفعل بهن ؟ قال :﴿هن﴾ ولما كان في مقام المدافعة باللين، قال إرخاء للعنان في تسليم طهارة ما يفعلونه على زعمهم مشيراً بلطافة إلى خبث ما يريدونه :﴿أطهر لكم﴾ وليس المراد من هذا حقيقته، بل تنبيه القوم على أنهم لا يصلون غليهم إلا إن وصلوا إلى بناته لأن الخزي فيهما على حد سواء أو في الضيف أعظم، وزمثل هذا أن يشفع الإنسان فيمن يضرب، فإذا عظم الأمر ألقى نفسه عليه فصورته أنه فعله ليقيه الضرب بنفسه، ومعناه احترامه باحترامه، وعلى هذا يدل قوله في الآية الأخرى ﴿إن كنتم فاعلين﴾ وهنا قوله :﴿فاتقوا الله﴾ أي الملك الأعظم في هذا الأمر الذي تريدونه ﴿ولا تخزون﴾ أي توقعوا بي الفضيحة التي فيها الذل والهوان والعار ﴿في ضيفي﴾ إذ لا يشك ذو مسكة من أمره في أن التقوى إذا حصلت منعت من الأمرين، وأن الخزي على تقدير عدمها في البنات أعظم لأنه عار لازم للزوم البنات
٥٥٨


الصفحة التالية
Icon