وأنالتهم أشد العذاب ورمتهم بالحجارة والتراب حتى هزمتهم وما نال النبي ﷺ واصحابه منها كبير أذى، وكفها الله عن حذيفة، وكذا البرد الذي كان ذلك زمانه لما ارسله النبي ﷺ ليتعرف له أخبارهم ولما أصابهم ذلك، سبب لهم الهجرة عن ديارهم ديار السوء والغضب واللعنة فقال تعالى إعلاماً لنا بذلك :﴿فتولى﴾ أي كلف نفسه الإعراض ﴿فتولى﴾ أي كلف نفسه الإعراض ﴿عنهم وقال﴾ أي لما أدركه من أحوال البشر من الرقة على فوات إيمانهم وهم اصله وعشيرته ﴿ياقوم﴾ أي
٦٠
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٨
الذين يعز عليّ ما يؤذيهم ﴿لقد ابلغكم﴾ ولعله وحد قوله :﴿رسالة بي﴾ لكون آتيه واحدة ﴿ونصحت﴾ وقصر الفعل وعداه باللام فقال :﴿لكم﴾ دلالة على أنه خاص بهم، روي أنه خرج عنهم في مائة وعشرة من المسلمين وهويبكي، وكان قومه ألفاً وخمسمائه دار، وروي أنه رجع بمن معه فسكنوا ديارهم ولما كان التقدير : ففعلت معكم ماهو مقتض لأن تحبوني لأجله، عطف عليه قوله :﴿ولكن﴾ لم تحبوني، هكذا كان الصل ولكنه عبر بما يفهم أن هذا كان دأبهم وخلقاً لهم مع كل ناصح فقال :﴿لا تحبون﴾ أي حاكياً لحالهم الماضية ﴿الناصحين﴾ أي كل من فعل فعلي من النصح التام
جزء : ٣ رقم الصفحة : ٥٨


الصفحة التالية
Icon