ولما كان شعيب ختن موسى عليهما السلام، كان ذكر قصته هنا متوقعاً مع ما حرك إلى توقعها من ذكر كتابه أول السورة وما في عصا موسى ناقة من ختم بالتسبيه بحالهم، فذكرها بعدها مفتتحاً له ابحرف التوقع فقال مؤكداً تنبيهاً على أن فرعون فعل فعل قريش في الإدبار عن الآيات العظيمة ولم يترك موسى عليه السلام شيئاً مما أوحي إليه من إنذاره :﴿ولقد أرسلنا﴾ أعاد العل وأبرزه في مظهر العظمة إشارة إلى
٥٧٢
باهر معجزاته ﴿موسى بآياتنا﴾ أي المعجزات التي أظهرها ﴿وسلطان﴾ أي أمر قاهر للقبط، والظاهر أنه حكاية موسى عليه السلام منه على ما كان له من السطوة والتحرق عليه ﴿مبين*﴾ أى بين بنفسه، وهو في قوة بيانه كأنه مبين لغيره ما فيه من الأسرار، والآية تعم الأمارة والدليل القلاطع، والسلطان يخص القاطع، والمبين يخص ما فيه جلاء ﴿إلى فرعون﴾ طاغية القبط ﴿وملئه﴾ أي أشراف قومه الذين تتبعهم الأذناب، لأن القصد الأكبر رفع أيديهم عن بني إسرائيل.