ولما كان يمهل سبحانه ولا يهمل وذكر إمهاله، ذكر أخذه نؤكداً لمثل ما مضى فقال :﴿وإن ربك﴾ أي الموجد لك المدبر لأمرك بغاية الإحسان ﴿لشديد العقاب*﴾ للكفار ولمن شاء من غيره، فلذلك يأخذ أخذ عزيز مقتدر إذا جاء الأجل الذي قدره.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٢٥
ولما بين سبحانه أنهم غطوا آيات ربهم المتفضل عليهم بتلك الآيات وغيرها، عجب منهم عجباً آخر في طلبهم إنزال الآيات مع كونها متساوية الأقدام في الدلالة على
١٢٧
الصانع وما له م صفات الكمال، فلما كفروا بما أتاهم كانوا جديرين بالكفر بما يأتيهم فقال :﴿ويقول﴾ أي على سبيل الاستمرار ﴿الذين كفروا﴾ استهزاء بالقدرة ﴿لولا﴾ أي هلا ولم لا ﴿أنزل﴾ أي بإنزال أيّ كائن كان ﴿عليه آية﴾ جاحدين عناداً لما أتاه من الآيات ﴿من ربه﴾ أي المحسن إليه تصديقاً له.