هزت اجتنى الهازّ ثمراتها التي لا نهاية لها، عالماً بأنها من فتح مولاه لا صنع له فيها بوجه، بل له سبحانه المن عليه في جميع ذلك وكما أن الشجر لا تتم إلا بعرق راسخ وأصل قائم وفروع عالية، فكذلك الإيمان لا يتم إلا بمعرفة القلب وقول اللسان وعمل الأركان، ثم أتبعه مثل حال الأعداء فقال :﴿ومثل كلمة خبيثة﴾ أي عريقة في الخبث لا طيب فيها ﴿كشجرة خبيثة﴾.
ولما كان من أنفع الأمور إعدامها والراحة من وجودها على أيّ حالة كانت، بنى للمفعول قوله :﴿اجتثت﴾ أي استؤصلت بقلع جثتها من أصلها ﴿من فوق الأرض﴾ برأي كل من له راي ؛ ثم علل ذلك لقوله :﴿ما لها﴾ وأعرق في النفي بقوله :﴿من قرار*﴾ أي عند من له أدنى لب، لأنه لا نفع لها بل وجودها ضار ولو بشغل الأرض، فكذلك الكلمة الخبيثة الباطلة لا بقاء لها أصلاً وإن علت وقتاً، لأن حجتها داحضة فجنودها منهزمة.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٨٣


الصفحة التالية
Icon