أي الناسك، ويلزم عنه الفقه، ولذا قيل : تقرأ - إذا تفقه، وهو من الجمعى نفسه أيضاً لأن الناسك جمع النسك إلى القراءة وانجمع همه، والفقيه جمع الفقه إليها ؛ قال فيد المجمل : والقرآن من القرء وهو الجمع، أي وزناً ومعنى، وفي القاموس : وقرأ عليه السلام : أبلغه كأقرأه، ولا يقال : أقرأه، إلا إذا كان السلام مكتوباً ؛ وقال الزبيدي في مختصر العين : وقرأت المرأة قرءاً، إذا رأت دماً، وأقرأت - إذا حاضت فهي مقرىء - انتهى.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ١٩٩
فكأنه عبر بذلك عند رؤية الدم لأنه لا يعرف أن المرأة جمعته إلا برؤيته، وهو من الانتشار الذي قد يلزم الجمع، أو يكون فعل هنا للإزالة، فمعناه : أزالت إمساك الدم كما أن هذا معنى أقرأت فإن فعل - لخفته وكثرة دروه - يتصرف في معاني جميع الأبواب، وقال في المجمل : وأقرأت المرأة : خرجت من طهر إلى حيض أو حيض إلى طهر، قلت : فالأول يكون فيه أفعل للإزالة، والثاني للدخول في الشيء كما تقول : اتهم الرجل وأنجد - إذا دخل في تهامة أو نجد، قال : والقرء : وقت يكون للطهر مرة وللحيض مرة، قلت : فالأول للجمع نفسه، والثاني لأنه دليل الجمع، قال : والجمع قروء، ويقال :﴿القروء﴾ هو الطهر، وذلك أن المرأة الطاهرة كان الدم اجتمع وامتسك في بدنها فهو من : قريت الماء، وقرى الآكل الطعام في شدقه، وقد يختلف اللفظان
٢٠١