أي بتعمد منه ورغبة في اتباعك ﴿من الغاوين﴾ ومات عن غير توبة ؛ فإني جعلت لك عليهم سلطاناً بالتزيين والإغواء، وقيل وهو ظاهر : إن الإضافة للتشريف، فلا تشمل إلا الخلص، فحينئذ يكون الاستثناء منقطعاً، وفائدة سوقه بصورة الاستثناء-
٢٢٣
على تقدير الانقطاع - الترغيب في رتبة التشرف بالإضافة إليه والرجوع عن اتباع العدو إلى الإقبال عليه، لأن ذوي الأنفس الأبية والهمم ينافسون في ذلك المقام، ويرونه - كما هو الحق - أعلى مرام ﴿وإن جهنم لموعدهم﴾ أي الغاوين من إبليس ومن شايعه ﴿أجمعين*﴾ ثم بين أنهم متفاوتون فيها فقال :﴿لها سبعة أبواب﴾ قال الرماني : وهي أطباق بعضها فوق بعض - عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه والحسن وقتادة وابن جريح رحمهم الله ﴿لكل باب منهم﴾ أي الغاوين خاصة، لا يشاركهم فيه مخلص ﴿جزء مقسوم*﴾ معلوم لنا من القدم لتقديرنا إياه، لا يزيد شيئاً ولا ينقض شيئا، فلا فعل فيه بغير التسبب الذي أظهرناه، لنربط به الأحكام على ما يقتضيه عقولكم ومجاري عاداتكم، وعن ابن جريح أن العليا جهنم، ثم لظى، ثم الحطمة، ثم السعير، ثم سقر، ثم الجحيم، ثم الهاوية، وفي نسخة تقديم سقر على لظى، وعن الضحاك أن العليا لأهل التوحيد، ثم يخرجون، والثانية للنصارى، والثالثة لليهود، والرابعة للصابئة، والخامسة للمجوس، والسادسة لمشركي العرب، والسابعة للمنافقين، والسبب في تصاعدها اختلاف أنواع الكفر في الغلط والخفة
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٢٢


الصفحة التالية
Icon