ولما ذكر صفة العلم لصيغة المبالغة، أتبعها ما آتاه في هذه الدار من مادة العلم بصيغة العظمة، فقال عطفاً على ما قدرته مما دل عليه السياق :﴿ولقد آتيناك﴾ مما يدل على علمنا ﴿سبعاً من المثاني﴾ وهي الفاتحة الجامعة على وجازتها جميع معاني القرآن فتثني في النزول فإنها نزلت مرتين، وتثني في كل ركعة من الصلاة، وهي ثناء على الله والصالحين من عباده، وهي مقسومة بين الله وعبده، وتثني فيه مقاصدها، ويورد كل معنى من معانيها فيه بطرق مختلفة في إيضاح الدلالة عليه في قوالب الألفاظ وجواهر التراكيب الهادية إليه - وغير ذلك من التثنية ﴿والقرآن العظيم*﴾ أي الحاوي لجميع علوم الأولين والآخرين مما في جميع الكتب السالفة وغيره.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٣٣
ولما كان ما أوتيه وما سيؤتاه أعظم ما أوتيه مخلوق، اتصل به قوله :﴿لا تمدن عينيك﴾ أي مداً عظيماً بالتمني والاشتهاء المصمم، ولذلك ثنى العين احتزازاً عن حديث النفس ﴿إلى ما متعنا﴾ أي على عظمتنا ﴿به أزواجاً﴾ أي أصنافاً ﴿منهم﴾ أي
٢٣٥


الصفحة التالية
Icon