ولما كان هذا المدح مشوفاً لتفصيل ذلك قيل :﴿جنّات عدن﴾ أي غقامة لا ظعن فيها ﴿يدخلونها﴾ حال كونها ﴿تجري من تحتها﴾ أي من تحت غرفها ﴿الأنهار﴾ ثم أجيب من كأنه سأل عما فيها من الثمار وغيرها بقوله تعالى :﴿لهم فيها﴾ أي خاصة، لا في شيء سواها من غير أن يجلب إليهم من غيرها ﴿ما تشاؤون﴾ ثم زاد في الترغيب
٢٦٣
بقوله :﴿كذلك﴾ أي مثل هذا الجزاء العظيم ﴿يجزي الله﴾ أي الذي له الكمال كله ﴿المتقين*﴾ أي الراسخين في صفة التقوى، ثم حث على ملازمة التقوى بالتنبيه على أن العبرة بحال الموت، فقال تعالى :﴿الذين تتوافّاهم﴾ أي تقبض أرواحهم وافية من نقص شيء من الروح أو المعاني - بما أشار إليه إثبات التاءين والإظهار ﴿الملائكة طيبين﴾ أي طاهرين من ظلم أنفسهم بالكفر متحلين بحلية الإيمان، فكأنه قيل : ماذا تقول لهم الملائكة ؟ فقيل :﴿يقولون﴾ أي مكررين للتأكيد تسكيناً لما جبلوا عليه من تعظيم جلال الله بالتقوى ﴿سلم عليكم﴾ ويقال لهم لتحقيق فوزهم ﴿ادخلوا الجنة﴾ أي دار التفكه التي لا مثل لها ﴿بما كنتم﴾ أي جبلة وطبعاً ﴿تعلمون*﴾ ترغيباً لهم في الأعمال التي لا يستطعونها إلا برحمة الله لهم بتوفيقهم لها.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٦٢