والمطرود باللعنة ﴿أعماالهم﴾ كما زين لهؤلاء فضلوا كما ضلوا فأهلكناهم ﴿فهو﴾ لا غيره ﴿وليهم اليوم﴾ بعد إهلاكهم حال كونهم في النار ولا قدرة له على نصرهم ﴿ولهم عذاب أليم*﴾ فلا ولي لأنه لوقدر على نصرهم لما أسلمهم للهلاك وقد أطاعوه، بل لو عدموا ولا يته كان ذلك أولى لهم، فهو نفي لأن يكون لهم ولي على أبلغ الوجوه.
٢٨٢
ولما كان حاصل ما مضى الخلاف والضلال والنقمة، كان كأنه قيل : فبين لهم وخوفهم ليرجعوا، فإنا ما أرسلناك إلا لذلك ﴿وما أنزلنا﴾ أي بما لنا من العظمة من جهة العلو ﴿عليك الكتاب﴾ أي الجامع لكل هدى.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٢
ولما كان في سياق الدعاء والبيان عبر بما يقتضي الإيجاب فقال :﴿إلا لتبين﴾ أي غاية البيان ﴿لهم﴾ أي لمن أرسلت إليهم وهم الخلق كافة ﴿الذي اختلفوا فيه﴾ من جميع الأمور ديناً ودنيا لكونك أغزرهم علماً وأثقبهم فهماً، وعطف على موضع " لتبين " ما هو فعل المنزل، فقال تعالى :﴿وهدى﴾ أي بياناً شافياً ﴿ورحمة﴾ أي وإكراماً بمحبة.
ولما كان ذلك ربما شملهم وهم على ضلالهم، نفاه بقوله تعالى :﴿لقوم يؤمنون*﴾ والتبيين : معنى يؤدي إلى العلم بالشيء منفصلاً عن غيره، وقد يكون عن المعنى نفسه، وقد يكون عن صحته، والبرهان لا يكون إلا عن صحته فهو أخص، والاختلاف : ذهاب كل إلى غير جهة صاحبه، والهدي : بيان طريق العلم المؤدي إلى الحق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٢


الصفحة التالية
Icon