ولما كان في الإيحاء معنى القول، أتى بـ " أن " المفسرة فقال تعالى :﴿أن اتخذي﴾ أي افعلي ما يفعله المتكلف من أن يأخذ ﴿من الجبال بيوتاً﴾ أيّ بيوت! ما أعجبها! ﴿ومن الشجر﴾ أي الصالحة لذلك في الغياض والجبال والصحارى ﴿ومما يعرشون*﴾ أي يرفع الناس من السقوف والجدران وغيرها، وبدأ بالبيوت لأنها من عجب الدهر في حسن الصنعة وبداعة الشكل وبراعة الإحكام وتمام التناسب.
ولما كان أهم شيء للحيوان بعد الراحة من هّم المقيل الأكل، ثنى به، ولما كان عاماً في كل ثمر، ذكره بحرف التراخي إشارة إلى عجيب الصنع في ذلك وتيسيره لها، فقال تعالى :﴿ثم كلي﴾ وأشار إلى كثرة الرزق بقوله تعالى :﴿من كل الثمرات﴾ قالوا : من أجزاء لطيفة تقع على أوراق الأشجار من الظل، وقال بعضهم : من نفس الأزهار والأوراق.
جزء : ٤ رقم الصفحة : ٢٨٥