﴿وما ذرأ لكم في الأرض مختلفاً ألوانه إن في ذلك لآية لقوم يذكرون﴾ [ النحل : ١٣] وفي مقابلة كل من هذه الأوصاف أضداد يرد البيان فيها بحسب مقابلتها، وكذلك حكم وصف المسلمين فيها يظهر أن " لا أنجى للعبد من إسلامه نفسه لربه " ووصف المحسنين فيما يظهر قيام ظاهر حسه ﴿آلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين﴾ [ البقرة : ١] من استغنى بما عنده من وجدٍ لم يتفرغ لقبول غيب ﴿يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وءامنوا برسوله﴾ [ الحديد : ٢٨]، ﴿إذا ما اتقوا وءامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وءامنوا ثم اتقوا وأحسنوا﴾ [ المائدة : ٩٣]، ﴿ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه﴾، ﴿ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين﴾ " فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به " ﴿وفي خلقكم وما يبث من دابة ءايات لقوم يوقنون﴾ [ الجاثية : ٤] ﴿وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين﴾ [الأنعام : ٧٥] ولجملة هذه الأوصاف أيضاً أضداد يرد بيان القرأن فيها بحسب تقابلها ويجري معها إفهامه، وما أوصله خفاء المسمع والمرأي إلى القلب هو فقهه، ومن فقد ذلك وصف سمعه بالصمم وعينه بالعمى، ونفى الفقه عن قلبه، ونسب إلى البهيمية، ومن لم تنل فكرته إعلام ما غاب عيانه نفي عنه العلم ﴿الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري وكانوا لا يستطيعون سمعاً﴾ [ الكهف : ١٠١]، {ولهم قلوب لا يفقهون بها
٢٨٨


الصفحة التالية
Icon